السيّد محمّد بن فلاح تلميذ ابن فهد الحلّي».
ويقول أيضاً : «أخذت هاتان القوّتان تتنافسان للاستيلاء على الحلّة وتوابعها فتارة يحكمها أُولئك ، وتارة هؤلاء ، ودام ذلك ردحاً من الزمن. ولا يخفى ما يتبع مثل هذا التبدّل السياسي من الاضطراب والارتباك في جميع مناحي الحياة من اجتماعية واقتصادية وثقافية. من أجل ذعر سكّان الحلّة ، وتناقص عمرانها وشملها الخراب ، ولم يكد ينتهي القرن التاسع الهجري حتّى لم يبق للنهضة العلمية والأدبية في الحلّة أثر يذكر»(١).
والحقبة الزمنية التي يتحدّث عنها صاحب تاريخ الحلّة حقبة طويلة مليئة بالأحداث وتمتدّ من أواخر عهد الدولة الإليخانية في بدايات القرن الثامن الهجري ، إلى ظهور الدولة الجلايرية والتي «دامت نحواً من تسعين سنة وكانت عاصمتها أوّلاً بغداد ؛ ثمّ انتقلت في أواخر أيّامها إلى الحلّة»(٢) ثمّ جاء العهد التركماني في عهد دولة (قراقوينلو) الخروف الأسود ، الذين استعان بهم الجلايريّون لمقارعة تيمور لنك ، إلاّ أنّهم قضوا على الدولة الجلايرية واتّسعت مملكتهم وصارت تضمّ أجزاء كثيرة من غير العراق ، وسمّيت هذه الدولة بدولة الخروف الأسود (قراقوينلو) لأنّ أعلامها كان يرسم عليها خروف أسود.
«كان رجال هذه الدولة معروفين بالزندقة والاستهتار بشريعة الإسلام ،
__________________
(١) تاريخ الحلّة ٢ / ١٦٢.
(٢) نفس المصدر ١ / ١١٢.