والمصائب العظام ، وكان حكّام هذه الدولة عبارة عن قُطّاع طرق لا يتورّعون عن السلب والنهب وقتل النفوس «ففي سنة (٨٥٧ هـ) خرج على الحاج المولى عليّ بن السيّد محمّد المشعشع ، ونهب أموالهم ودوابّهم وجمالهم ، والآنية المذهّبة وقماش المحمل ، ونجا أُناس قلائل كانوا قد دخلوا المشهد ، فأرسلوا يتضرّعون إليه ، فطلب منهم القناديل والسيوف ، فأرسلوا إليه مائة وخمسين سيفاً ، واثني عشر قنديلاً ستّة منها ذهباً وستّة فضّة ، ثمّ دخل عليٌّ المشعشع الحلّة ونقل أموالها وأموال المشهدين إلى البصرة ، وأحرق الحلّة وخرّبها وقتل من بقي فيها من الناس ، ومكث فيها (١٨) يوماً ورحل يوم الأحد (٢٣ ذي القعدة) إلى المشهد الغروي والحائر ، وأخذ ما تبقّى من القناديل والسيوف والستور والزوالي ، ودخل بالفرس إلى داخل الضريح وأمر بكسر الصندوق الذي على القبر واحراقه»(١).
وفي أثناء هذه الحقبة التاريخية جاءت دولة (آق قوينلو) وهم من قبائل التركمان .. فقارعوا دولة (قراقوينلو) وتمكّنوا من تحطيمها ، وفتحوا بغداد سنة (٨٧٤ هـ) وعيّنوا حاكماً من قبلهم على الحلّة ، «وفي هذا العهد كانت الحالة في ولاية الحلّة مضطربة بسبب وقوعها بين دولة (آق قوينلو) ودولة المشعشعين ، فكانت العشائر القاطنة في أراضي الحلّة عرضة لهجمات المشعشعين من وقت لآخر وما يتبع ذلك من قتل ونهب وأسر وحرق .. وأمّا
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٣٢ ، وهنالك حديث طويل في ردّ هذا الادّعاء على المشعشعين ، انظر تاريخ المشعشعين : ٥٣ ـ ٥٧ ، طبعة النجف.