هجرها إلى النجف ، وإنّما استوطن النجف وشارك مشاركة فاعلة في الحياة العلمية فيها ، وأغنى المكتبة الإسلامية بمختلف المؤلّفات الرائعة ، وكان مدرّساً فاضلاً ، ماهراً في الحكمة والكلام ، والرياضيّات والطبّ ...
توفّي بالنجف سنة (٧٩٣ هـ) ودفن بالصحن الشريف بالرواق المطهّر(١).
* هجرة الشيخ المقداد السيوري إلى النجف :
ويعتبر الشيخ المقداد من أبرز العلماء الكبار المهاجرين إلى النجف الأشرف ، بعد أن استكمل سلسلة معارفه وتعليمه على أيدي أساطين علماء الحلّة من أمثال فخر المحقّقين ، والشهيد الأوّل العاملي ، والسيّد ضياء الدين الأعرج .. ويروي عنه مجموعة من تلامذته منهم : شرف الدين المكّي ، والحسين بن علاء الدين القمّي ، وتاج الدين الحسن بن راشد الحلّي ، ومحمّد بن شجاع القطّان الحلّي ، وأحمد بن فهد الحلّي ، وله تصانيف كثيرة منها : كنز العرفان والتنقيح الرائع والنافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر والقواعد .. وغيرها من المؤلّفات.
وقد أرّخ الحسن بن راشد الحلّي تلميذ صاحب الترجمة وفاة أُستاذه بقوله : «توفّي شيخنا الإمام العلاّمة الأعظم أبو عبد الله المقداد السيوري نضّر الله وجهه بالمشهد المقدّس الغروي على مشرّفه أفضل الصلوات وأكمل
__________________
(١) مشاهير المدفونين في الصحن العلوي : ١٨٩ ـ ١٩٠.