والحائر الحسيني ـ كربلاء المقدّسة ـ والظاهر أنّ الاشتباه نشأ من معاصرة كلّ منهما للآخر ، إلاّ أنّ الأحسائي بقي حيّاً مدّة بعد وفاة الأسدي الحلّي»(١).
المبحث السادس : طرق التعليم وأماكنها في مدرسة الحلّة :
تكمن الأهمّية الحضارية لمدينة الحلّة في كونها مدينة علمية أدبية ؛ «ظهرت فيها النهضة الفكرية منذ نهوضها على يد مؤسّسيها .. وقويت هذه النهضة في القرن السابع الهجري ، فكانت مركز كبار علماء الإمامية وفضلائهم وأُدبائهم الذين انصرفوا إلى الدرس والتدريس وانكبّوا على الإنتاج والتأليف»(٢).
وأمّا طريقة التعليم في مدرسة الحلّة العلمية وأماكنها ؛ فلم تختلف عن طريقة وأماكن الحوزات العلمية السابقة لها كمدرسة الكوفة وبغداد والنجف الأشرف ، فكانت مجالس التعليم تنعقد حول الأُستاذ على صورة حلقات تتّخذ لها مكاناً خاصّاً بها ، يسمّى باسم الأُستاذ»(٣) ومن هذه الحلقات الدرسية :
أوّلاً : حلقة درس المحقّق الحلّي نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن (ت ٦٧٦ هـ) ، وكانت من الحلقات الدرسية المهمّة والتي تضمّ نخبة
__________________
(١) مراقد المعارف ١ / ٧٦ ـ ٨٠.
(٢) الحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري : ٢٢٩.
(٣) نفس المصدر : ٢٣١.