مشايخ المحقّق الحلّي ، وبحسب تعبير البحراني : «وكان هذا الشيخ رئيس الطائفة في زمانه ، محقّقاً مدقّقاً»(١). وفي أمل الآمل عن بعض تلامذة ابن فهد ما صورته : «حوادث سنة (٦٣٦ هـ) فيها عمّر الشيخ الفقيه العالم نجيب الدين محمّد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي بيوت الدرس إلى جانب المشهد المنسوب إلى صاحب الزمان عليهالسلام بالحلّة السيفية ، وأسكنها جماعة من الفقهاء»(٢).
ويبدو ، أنَّ هذه البيوت لم تكن بيوتاً سكنية لغرض سكن العلماء فقط ، وإنّما كان الغرض منها أن تكون محلاًّ للتدريس أو ما يصطلح عليه بـ (المَدْرَسْ) ، أو إنّها تؤدّي وظيفة مزدوجة بين كونها محلاًّ للسكن والدرس معاً. إلاّ «أنَّ هذه البيوت لم تستمر طويلاً ، ولعلّها زالت بوفاة مؤسّسها ، إذ لم نجد لها أيَّةَ إشارة بعده»(٣).
٢ ـ بيوت العلماء :
وقد اتّخذ بعض علماء الحلّة من بيوتهم مكاناً للتدريس ؛ بأن يخصّص بعض غرف المنزل أو سطح الدار أو صحنه لهذا الغرض.
وهي سنّة حسنة ورثها علماء مدرسة الحلّة من سلفهم الصالح من علماء مدرسة بغداد والنجف الأشرف ؛ إذ كان الشيخ المفيد محمّد بن محمّد
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٢٧٢.
(٢) نفس المصدر : ٢٧٢ (الهامش) عن تكملة أمل الآمل.
(٣) الحياة الفكرية : ٢٣١.