ابن النعمان (ت ٤١٣ هـ) يدرِّس في بيته ، وكذلك الشيخ الطوسي محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠ هـ) قد اتّخذ من بيته مدرساً ، وترد الإشارة إلى بيوت العلماء في مدرسة الحلّة ضمن تراجم بعض العلماء ، فقد ورد أنَّ أبا البقاء هبة الله بن نما الحلّي (ت حدود ٥٧٣ هـ) كان يدرِّس بالحلّة في داره سنة (٥٦٥ هـ)(١).
ورد أيضاً أنَّ جمال الدين أبا الفضل أحمد بن محمّد بن المهنّا الحسيني النسّابة (ت ٦٨٢ هـ) يدرِّس «بمنزله بالحلّة السيفية في رجب سنة إحدى وستّين وستمائة»(٢).
وكان بالحلّة معلّمون ومؤدّبون يقرأ عليهم المبتدأون في الدراسة (في بيوتهم) فقد ذكر الخاقاني في شعراء الحلّة «أنّ بدء دراسة العلاّمة الحلّي كانت على معلّم خاصّ يدعى (محرّم)»(٣).
٣ ـ الجوامع والمساجد :
وهي دور العبادة التي كانت منتشرة وبكثرة في مدينة الحلّة ، وكانت تؤدّي دورها في التربية والتعليم كمعاهد للدرس والتدريس ، وممّا لا شكّ فيه أنَّ بعض العلماء كان يتّخذ منها مدرساً لتدريس طلاّبه ، ونجد إشارة إلى ذلك ، في ترجمة السيّد مجد الدين أبي الفوارس محمّد بن عليّ الأعرج ،
__________________
(١) طبقات الطهراني ، الثقات العيون في سادس القرون ٣ / ٣٣٤.
(٢) شعراء الحلّة ٢ / ٨٩.
(٣) الحياة الفكرية : ٢٣٣ عن الخاقاني في شعراء الحلّة ٢ / ٨٩.