الذي قال عنه ابن شدقم واسمه مرقوم في حائر الحسين عليهالسلام ومساجد الحلّة ..»(١).
٤ ـ المدارس الدينية في حوزة الحلّة العلمية :
رغم أهمّية حوزة الحلّة العلمية وامتدادها الزمني ، ورفاهها المالي والاقتصادي ، وتمركز أساطين العلماء والمرجعية الدينية فيها ، ووفود آلاف الطلبة إليها .. رغم كلّ هذه العوامل المساعدة ، إلاّ أنّنا لا نجد فيها ظاهرة إنشاء المدارس الدينية التي انتشرت آنذاك في بغداد زمن حكم السلاجقة وما بعدها من الأزمنة!
وهذه الظاهرة أثارت استغراب بعض الباحثين في الحركة الفكرية والمؤرّخين لها ، فكتب : يقول : «وممّا يجلب الانتباه ويثير الاستغراب ، عدم ورود ذكر لإنشاء مدرسة بالحلّة ، أو لإقامة مؤسّسة تعليمية نظامية فيها خلال هذه القرون ، وخاصّة القرن السابع الذي أُسِّست فيه المدرسة المستنصرية ببغداد (٦٣١ هـ) وشاع فيها تأسيس المدارس فانتشرت في العاصمة وغيرها من مدن العراق».
ويجيب هذا الباحث بنفسه عن هذه الظاهرة التي أثارت استغرابه بقوله : «ولعلّ ابتعاد الحلّة عن التعليم المدرسي يعود إلى طبيعة مذهب الإمامية ، وطبيعة دراستهم الفقهية ذاتها ، فقد كان المذهب الإمامي في انفصال
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ١٨٧ (الهامش).