عن الحكم والسلطة ، وكانت دوافع البحث والدراسة عند فقهائه بعيدة عن حاجات ورغبات الحاكمين ، أو الظروف السياسية ، وكان يقوم على مبدأ الإجتهاد والذي استفاد الفكر الإمامي منه نماءً وثراءً»(١).
ومن خلال تتبّع بعض تراجم علماء الحلّة يمكن للباحث أن يرصد أسماء بعض المدارس التي اقترن اسمها ببعض العلماء دون الإشارة إلى تفاصيل أُخرى حول هذه المدارس من ناحية نظامها التعليمي ، ومناهجها الدراسية ، وأساتذتها وطلاّبها .. وغير ذلك ، ومن هذه المدارس :
١ ـ مدرسة الشيخ محمّد بن إدريس الحلّي (ت ٥٩٨ هـ) :
فقد ورد ضمن ترجمته أنّه «كانت له مدرسة خاصّة تجاور مسكنه ، وبقي في الحلّة لغاية سنة (٥٩٨ هـ) وهي سنة وفاته ، ودفن في ضمن حدود مدرسته ..»(٢) وليس بين أيدينا تفاصيل أُخرى عن هذه المدرسة!
٢ ـ المدرسة الزينبية أو الزعيّة أو الشرعية :
وهي المدرسة التي يذكرها علماء الرجال والتراجم ـ وبأسماء متعدّدة ـ في ترجمة الشيخ أحمد بن فهد الحلّي ، حيث جاء في بعضها : «.. واستمرّ على بساط التلمذة مستفيداً من فيوضات هؤلاء العلماء حتّى ترقّى إلى درجة الاجتهاد في الفقه ، ثمّ أصبح مرجعاً وملاذاً للعلماء في الحلّة ، وفرش بساط
__________________
(١) متابعات تاريخية لحركة الفكر في الحلّة : ٥٨ ـ ٥٩.
(٢) مقال : الحوزة العلمية في الحلّة ؛ مجلّة آفاق نجفية ، العدد ١٢ ، السنة الثالثة ، ص ٣٦.