(ت ٦٧٦ هـ) ، رغم أنّه خلال هذه المرحلة قد كتبت مؤلّفات أُصولية متعدّدة كان من أهمّها كتاب التقريب الذي ألّفه حمزة بن عبد العزيز الديلمي المعروف سلاّر (ت ٤٦٣ هـ) وكتاب المصادر في أُصول الفقه للشيخ سديد الدين الحمصي «كان حيّاً حدود سنة ٦٠٠ هـ» كذلك كتاب غنية النزوع إلى علمي الأُصول والفروع للشيخ حمزة بن عليّ بن زهرة الحلبي (ت ٥٨٥ هـ)(١).
إلاّ أنّ هذه المؤلّفات وغيرها لم تستطع أن تزيح كتاب الشيخ الطوسي وتحلّ محلّه ، حتّى ظهور مدرسة الحلّة.
وتعتبر مدرسة الحلّة وحوزتها العلمية ، مدرسة تجديدية مبدعة ، استطاعت ومن خلال جهود علمائها أن تجدّد في الموروث الفقهي والأُصولي والرجالي ، وكان لها إبداعها في المجال العقلي والفلسفي والكلامي.
ومن يسبر غور تراث هذه المدرسة العلمي ـ وهو تراث ضخم تحدّثنا عنه سابقاً ـ يجد معالم هذا التجديد جليّاً ؛ ويلمس حضور مدرسة جديدة في الاجتهاد ، لها إبداعها في جميع المجالات العلمية ، ومنها الكتب الدراسية المنهجية الحوزوية.
ويعتبر المحقّق الحلّي نجم الدين جعفر بن الحسن (ت ٦٧٦ هـ) من أهمّ الشخصيّات العلمية في مدرسة الحلّة وله إبداعه في كافّة المجالات
__________________
(١) المؤسّسة الدينية : ٨٧.