العلمية والمعرفية وخاصّة في مجال وضع المناهج الدراسية البديلة عن المنهج القديم المتّبع منذ زمن الشيخ الطوسي ، «فإنّه استطاع أن يغيّر المناهج الدراسية باستبدال كتابه الفقهي المسمّى بـ شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام كبديل لكتاب النهاية للشيخ الطوسي ، لما رآه من ضرورة نقل الفقه إلى دائرة أوسع ممّا كان عليه ، لأنّ كتاب الطوسي لم يتعدّ إيراد أُمّهات مسائل الفقه ، وأُصوله ، في حين أنّ كتاب الشرائع اشتمل على التفريع ، وتخريج الأحكام ، فإنَّ اقرار كتاب الشرائع رسميّاً في الدراسة الفقهية والعناية به بحثاً وتعليقاً قاد إلى توسيع مناهج الاستنباط والتصنيف «وقد اهتمَّ الفقهاء منذ عهد تأليف الشرائع اهتماماً كبيراً به ، ولا يزال من الكتب التي عليها مدار الدراسة في مراكز العلم ..»(١).
كذلك نجد له متناً فقهيّاً مختصراً خالياً من الاستدلال يعرف بـ المختصر النافع وهو اختصار لكتابه الموسّع الشرائع ، وأمّا في مجال علم أُصول الفقه ، فنجد له أيضاً كتاب معارج الأُصول وكتاب نهج الوصول إلى معرفة علم الأُصول والذي استطاع من خلالهما أن يقدّم تنقيحات في علم الأُصول أعطت للاجتهاد مدلولاً جديداً نقلت بعض مباحثه من طورها التقليدي إلى طور آخر أكثر شمولاً واستيعاباً»(٢) ، وقد حلَّ هذان الكتابان محلَّ كتاب العدّة في علم الأُصول للشيخ الطوسي وكتاب الذريعة في علم الأُصول للمرتضى.
__________________
(١) نفس المصدر : ٩٨.
(٢) نفس المصدر : ١٠٠.