ثمّ جاءت من بعد كتب المحقّق الحلّي المنهجية التدريسية ، كتب العلاّمة الحلّي في الفقه والأُصول ، والتي كتبها على مستويات متعدّدة ـ كما مرّ بنا سابقاً ـ وفي علم الأُصول الذي له فيه أكثر من مؤلّف وعنوان ، كالمبادئ ، والتهذيب ، والنهاية ...
كذلك نلمس معالم التجديد في المناهج الدراسية في حوزة الحلّة العلمية من خلال تسرّب الأفكار الفلسفية والكلامية لنصير الدين الطوسي (ت ٦٧٢ هـ) إلى المعاهد التعليمية في مدرسة الحلّة من خلال كتابه تجريد الاعتقاد الذي شرحه تلميذ الطوسي العلاّمة الحلّي ، والذي لا زالت المراكز العلمية إلى اليوم قائمة بتدريسه ، والجديد في هذا الكتاب أنّ نصير الدين «مزج فيه الفلسفة لأوّل مرّة بعلم الكلام مزجاً تامّاً بحيث صارا شيئاً واحداً»(١).
كذلك استطاعت مدرسة الحلّة أن تنفتح على المناهج السائدة في المدارس الفقهية الأُخرى آنذاك.
فنجد من بين التراث الأُصولي للعلاّمة الحلّي شروحاً لبعض المتون الدراسية التي كانت سائدة عن اتّباع المذاهب الأُخرى والتي ألّفها كبار علمائهم ، فنجد له شرحاً في أُصول الفقه للغزالي (ت ٥٠٥ هـ) وهو من أئمّة المذهب الشافعي ، وكتاباً آخر لأبي بكر الجصّاص (ت ٣٧٠ هـ) وهو أيضاً
__________________
(١) نفس المصدر : ١٠٧ ، عن مصطفى الشيبي ، الصلة بين التصوّف والتشيّع ٢ / ٨٦.