من كبار علماء المذاهب السنّية سمّاه الشرح المختصر في أُصول الفقه(١).
كذلك نجد من بين المؤلّفات الأُصولية للعلاّمة الحلّي شرحاً لكتاب مختصر الأُصول لابن الحاجب ، المتوفّى سنة (٦٤٦ هـ) وهو من علماء السنّة ، وهو شرح مزجيّ ، أسماه غاية الوصول وإيضاح السبل في شرح مختصر منتهى السؤل والأمل.
وعلّل بعض الباحثين عمل العلاّمة الحلّي على الكتب الأُصولية هذه أنّه ناشئ من التقارب في وجهات النظر بين بعض المذاهب السنّية والمذهب الإمامي(٢) ؛ إلاّ أنّ الهدف الذي أراده ابن المطهّر هو محاولة إدخال نفس جديد في مباحث الكتب السنّية وتحويلها بما يلائم الطريقة التي يؤمن بها في التفكير. ففي كتاب المختصر للجصّاص حاول أن يضع له شرحاً مزجيّاً معتمداً على طريقته الخاصّة في الاجتهاد(٣).
ولم تتنكّر مدرسة الحلّة للتراث الفقهي والأُصولي للشيخ الطوسي ، وإنّما تعاملت معه بروح علمية نقدية ، كما هو منهج ابن إدريس في تعامله مع آراء الشيخ الطوسي ، كذلك نجد المحقّق الحلّي ومن بعده تلميذه العلاّمة الحلّي يتعاملان مع آراء الشيخ بروح علمية وبمنهجية فريدة في تقبّل تلك الآراء أو ردِّها ؛ بالإضافة إلى شرح وبيان لتلك الآراء الفقهية ، كما هو واضح
__________________
(١) المؤسّسة الدينية : ١١٩.
(٢) أُصول الفقه الجعفري : ١٥١.
(٣) المؤسّسة الدينية : ١٢٠.