ويبدو أنّ كتابَي غنية النزوع وقبس الأنوار في نصرة العترة الأخيار(١) ـ اللذين ذكرهما ابن شهرآشوب في كتابه ـ (٢) يعدّانِ أكثر شهرةً من بين سائر هذه الكتب والرسائل التي تحكي عناوينها عن سعة المواضيع التي تناولها ابن زهرة في التصنيف في مختلف مجالات العلوم من كلام وفقه وأصول وغيرها ، ولكن الكتاب الوحيد الذي بقي إلى يومنا هذا وصار في متناول الأيدي هو غنية النزوع ، وهو الكتاب الوحيد الذي خلّد إسم ابن زهرة في المحافل العلمية.
٣ ـ غنية النزوع : الموسوعة الجامعة للعلوم الدينية الإمامية :
إنّ كتاب غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع هو أهمّ وأشهر مصنّف خلّفه ابن زهرة الحلبي ، كما يبدو واضحاً من عنوان هذا الكتاب (... إلى علمي الأصول والفروع) أنّ ابن زهرة تطرّق فيه إلى ثلاثة علوم أساسية من علوم الدين وهي عبارة عن : أصول الدين وهي الاعتقادات وما يعبّر عنه عند المتأخّرين بعلم الكلام وأصول الفقه وفروع الفقه.
__________________
(١) إنّ أحد معاصري العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) من أهل السنّة صنّف كتاباً تحت عنوان المقتبس في ردّ قبس الأنوار وقد ردّ عليه الشيخ علي بن هلال في كتابه الموسوم بالأنوار الجالية لظلام الغلس من تلبيس صاحب (مؤلّف) المقتبس (تمّ تأليفه سنة ٨٧٤ هـ) (الذريعة : ٢/٤٢٢ ، ١٧/٣٢) وقد أثنى الأفندي على كتاب علي بن هلال كما أشار إلى وجود نسخة منه لديه (رياض العلماء ٢/٢٠٧) ، وفي النسخة المطبوعة من الرياض صحّف اسم كتاب عليّ بن هلال إلى (الأنوار الخالية بظلام القبس).
(٢) معالم العلماء : ٤٦.