* وفي الصفحة نفسها : «... ممّا يقرّب الكتاب من نمذجة للأصل الاختياري».
وهذا التعبير ليس من لغة العرب العالية في شيء ، ولست أنكر استعمال (الأنموذج) مع إجماع علماء اللغة أنّه معرّب وليس بعربي النِجار ؛ إذ إنّ غير واحد من أئمّة اللغة استعمله في كلامه ودخل في حمى العربيّة و (تجانس) مع مفرداتها الأصيلة ، حتّى سمّى العلاّمة الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) وناهيك به أحد كُتبه في النحو : (الأُنموذج) ، ولكن الكلام في اشتقاق (النمذجة) منه ؛ إذ لم يبلغ (الأنموذج)(١) من القوّة في أصالة الجذر ما يسوّغ الاشتقاق منه من قبيل (النمذجة). ولو استعملت هذه (المفردة) في كتاب موضوعه الجغرافيا أو الاجتماع أو الاقتصاد أو ما في معناها من الفنون (العصرية) لهان الخطب ، أمّا أن تستعمل في كتاب أدب تراثي محض فلا وجه له.
وأرى أنّ الصواب أن يقال هنا : من تمثيل للأصل ، بدلاً : من (نَمذَجة للأصل).
* وفي صفحة ١١ ـ ١٢ : «وكأنّ أبا تمّام قد سخّر النصوص الأخرى ليتسيّدها ..».
أقول : هذا التعبير (ليتسيّدها) مخالف لصناعة الصرف ؛ لأنّ الأصل فيه
__________________
(١) كان صديقنا العالم الأديب الشيخ حمزة عرب السلاميّ الحائري رحمه الله تعالى إذا رأى كلمة (الأنموذج) رمّج عليها ، واستبدل بها كلمة (المثال) محتجّاً بكون (الأنموذج) ليس من كلام العرب في لغتهم العالية (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا).