ذَكَرها المُبرّد في الكامل والظاهر أنّ مثل هذه الأبيات كانت هي السّبب في اعتقاد الشيخ الوائليّ ومن شاطره الرأي إلى أنّه كان من (شُعراء الشيعة). وهذا ما ذكره المبرّد من شعره في رثاء الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام : «وقال أبو زبيد الطّائي يرثي عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه (من البسيط) :
إنّ الكرامَ عَلى ما كانَ مِنْ خُلُق |
|
رَهْطُ امرىء خارَهُ للدّينِ مُختارُ(١) |
طَبٌّ بَصيرٌ بأَضعانِ الرّجالِ وَلَمْ |
|
يُعدَل بِخيرِ رسولِ اللهِ أخبارُ |
وَقَطرَةٌ قَطَرَت إذ حانَ مَوعِدُها |
|
وَكُلّ شييء لَهُ وَقتٌ ومِقدارُ |
حَتّى تنَصَّلَها في مَسجد طُهُر |
|
عَلى إمامِ هُدىً إنْ مَعشرٌ جاروا |
حُمَّتْ لَيدخُلَ جَنّات أبو حَسَن |
|
وَأُوجِبت بَعدَهُ للقاتِلِ النهارُ»(٢) |
* وفي صفحة ٩٩ من شعر أبي كبير الهُذَليّ :
وَإذا نَظَرتَ إلى أسرّة وَجْهِهِ |
|
بَرَقَتْ كَبرقِ العارِضِ المتَهَلّلِ |
قلت : من محفوظي القديم ممّا يُشبه هذا البيت في بعض لفظه ومعناه :
وَلَقد رأيتُ على أسرّة وَجْهِهِ |
|
أَثَرَ النَّجابَةِ ساطِعَ البُرهانِ |
* وفي صفحة ١٠٢ (الطويل) :
«إنّي لِمُهد من ثَنائِي فَقاصِدٌ |
|
بِهِ لابنِ عَمّ الصّدقِ همس بن مالكِ» |
أقول : هذا البيت دَخَلهُ (الخَرْمُ) على اصطلاح العَرُوضيّين.
وهو حذفُ أوّل الوَتِد المجموع من أوّل البيت في مطلعِ القصيدة فتصيرُ (فَعُولُن) : (عُوْلُن) وَهُوَ غير قليل في شعرِ المتقدّمين.
__________________
(١) المختار يأتي اسم فاعل واسم مفعول ، والسياق هو الفيصل في تعيين المراد.
(٢) الكامل (٢/١٥٠).