فَقُلتُ لَها أمّا رَفيقي فَقَوْمُهُ |
|
تَميمٌ ، وَأمّا أُسْرَتي فَيَماني |
رَفِيقانِ شَتّى ألّفَ الدَّهْرُ بَينَنا |
|
وَقَدْ يَلتَقي الشَّتّى فَيَأتلِفانِ» |
وإسبيجاب قال عنها ابن خلّكان : «وهي مدينةٌ مِنْ أقصى بلادِ الشّرق ، وَأظُنّها من إقليم الصّين أو قَريبةً مِنْه».
والأندلُسُ من أقصى بلاد الغرب. وفيما جاءَ في هذه الحكاية عِبْرَةٌ لِطالِبِ العلمِ.
* وفي صفحة ١١٤ مِنْ حَماسيّة النَّهشلي (البيت الرابع) :
«إِنْ تُبتَدرْ غايَةٌ يَوماً لِمَكرُمَة |
|
تَلْق السَّوابِقَ مِنّا وَالمُصَلِّينا |
وقال الشارحُ : (إنّما قالَ : (المصلّين) ولم يَقُل : (المصلّيات) مع السوابق ؛ لأنّ قصده إلى الآدميّين ، وإن كان استعارهما من صفات الخيل».
وهذا واردٌ في فصيح الكلام من (ملاحظة المعنى) وإجراء اللفظ على مقتضاه ، ومن أمثلته من كتاب الله تبارك اسمه قوله تعالى حكاية عن نبيّه يوسف على نبيّنا وآله وعليه الصلاة والسلام : (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لاَِبِيهِ يَا أبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)(١). وإنّما جمع ما ذكره في صدر كلامه من الشمس والقمر والكواكب الأحد عشر جمع مُذكّر عاقل ؛ لأنّ المقصود بهم أبوه وأمّه (أو زوج أبيه) وإخوته ، وتصديق ذلك ما حكاه القرآن الحكيم في آخر قصّة يوسف عليهالسلام : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا
__________________
(١) سورة يوسف: ٤.