هذا وقد افتتح أبو الصلاح في كتابه تقريب المعارف بمسائل وجوب إعمال النظر أيضاً وجعل مسائل التوحيد أوّل موضوع من مواضيع التكاليف العقلية(١) ، وقد استمرّ في بحثه بالكلام عن التوحيد ، العدل ، النبوّة والإمامة بالترتيب(٢) ، وقد عقّبه بمباحث التكليف الشرعيّ (السمعيّ)(٣).
كذلك الحال في كتاب إشارة السبق لأبي الحسن علي بن حسن بن أبي المجد الحلبي ـ وهو أحد أعلام مدرسة حلب في القرن السادس احتمالاً ـ حيث نلاحظ فيه نفس التشابهات في هيكلية الكتاب ومضامينه وطريقة الإستدلال مع الغنية ، وقد ذكر أبو الحسن الحلبي في مقدّمة كتابه إشارة السبق التكليف بكلا قسميه العقلي والشرعي(٤) ، كما خصّص الفصل الأوّل من الكتاب بالتكاليف العقلية ثمّ عرّج إلى ذكر الأركان الأربعة : التوحيد ، العدل ، النبوّة والإمامة بالترتيب المعهود(٥) ، وقد عقد الفصل الثاني من كتابه للتكاليف الشرعية وساق الكلام فيه عن أبحاث الأركان الخمسة الصلاة ،
__________________
(١) تقريب المعارف : ٦٥ ـ ٦٦.
(٢) تقريب المعارف : ٦٧ ـ ٤٥٦.
(٣) تقريب المعارف : ٤٥٩ ـ ٤٦١ ؛ علماً بأنّ بقية الكتاب سقط من النسخة الفريدة المتبقّات من الكتاب.
(٤) انظر إشارة السبق : ١٣ «... فقد أشرت إلى تحرير ما يجب اعتقاده عقلاً والعمل به شرعاً إشارة تعمّ باشتمالها على أركان كلِّ واحد من التكليفين نفعاً وتفيد من وعاها وآثرها ضبطاً وجمعاً» ، ويلاحظ إشارة السبق : ٦٦ «وإذا تقدّم الكلام في أركان التكليف العقلي ، فسنشير بعده إلى أركان التكليف الشرعي».
(٥) انظر إشارة السبق : ١٤ وما بعده.