وأمّا نسبته إلى مجاشع فهو اشتباه ، فإنّ بني ربيعة بن كعب رهط عمرو ابن جرموز قد مرّ عليك سياق نسبهم وأنّهم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم وأمّا بنو مجاشع فهم من بني مالك بن زيد مناة بن تميم ، وتمام سياق نسبهم : مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهم رهط الفرزدق الشاعر الشّهير.
* وفي ص٣١٩ : «ساد قريشاً وكان بخيلا».
أقول : هذا من نوادر الموافقات ؛ لأنّ الحُكماء قرّروا أنّ (مَنْ جاد ساد) ، وبناء على مفهوم المخالفة لا يتمّ ما ذُكر آنفاً ، اللهمّ إلاّ أن يُقال إنّه من باب الندرة والشذوذ.
* وفي ص٣٢١ : من حماسية بعض بني أسد ، البيت الثاني :
كلا أخوينا ذو رجال كأنّهم |
|
أُسود الشَّرى من كلّ أغلب ضيغم |
أقول : جاء خبر (كِلا) مفرداً ؛ إذْ قال : كلا أخوينا ذو .. ، ولم يقل : كلا أخوينا ذوا. وإفراد الخبر بعد كلا هو الفصيح الذي لا مَعْدى منه وبه نطق الذِّكْرُ الحكيم في قوله تعالى : (كلتا الجنّتين آتت أكلها) ، ومثله ما قاله الشاعر في البيت الأوّل من الحماسية المذكورة :
كلا أخوينا إن يُرَعْ يدع قومه |
|
.................. |
* وفي ص٣٢٢ : «حُرَيْثُ ، تصغير حرث ، أو حارث مرخّماً».
أقول : ليس في أسماء العرب حرث ؛ وإنّما سمّوا الحارث وكان المتقدّمون يكتبون هذا الاسم بحذف الألف ، وقد يضعون على الحاء ألفاً صغيرة للدلالة على الألف المحذوفة ، ومثله عندهم إسماعيل وإسحاق