وهارون والقاسم .... ، حتّى إنّهم كتبوا (عانة) وهو اسْم المدينة المعروفة من نواحي الأنبار بلا ألف (عنَة) ، وقل مثل ذلك في (الرحمن) وتصغير حارث : حويرث ، وفي الترخيم : حُرَيْث ، مثل زاهر أُزيهر زُهير.
وقد يكون حريث تصغير حَرْث إن فُرضت التسمية به وتصغيره على هذه الصفة ليس تصغير ترخيم ، بل هو تصغيرٌ جار على الأصل الذي هو فَعْلٌ وتصغيره فُعيل.
وقول الشارح : «حُريث تصغير حرث ، أو حارث مرخّماً» عائد على الحارث ولا يسري إلى حرث ، لِما سبق ذكره من أنّ الأصل في تصغير حرث مع فرض التسمية به هو حريث وليس فيه تصغير ترخيم لخُلُوِّه من الأحرف الزائدة. وبهذه المناسبة أذكر أنّ الحارث من الأسماء المستحبّة وقد جاء في بعض الآثار : (كلّكم حارث وكلّكم همّام) وهو ممّا حفظته منذ أوائل الطلب وليس في البال ذكر مَظِنَّتِهِ.
* وفي ص ٣٢٣ ـ ٣٢٤ : «وذلك أنّ أسداً ، أخو النضر بن كنانة أبي قريش لأمّه : أمّهما ، برّة بنت مرّ بن طابخة [كذا والصواب : مرّ بن أدّ بن طابخة] أخت تميم ، ثمّ هو عَمُّهُ أخو أبيه ، كنانة بن خزيمة».
وقد جاء تفصيل ما أُجمل هنا في كتاب نسب قريش للمصعب بن عبد الله الزبيري (ت ٢٣٦ هـ) إذ ورد فيه : «فولد خزيمة بن مدركه : كنانة ، وأمّهم بَرّة بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار ، وهي أخت تميم بن مرّ ، وقال جرير بن الخطفى (من الوافر) :
فما آلأمّ التي ولدت قرَيشاً |
|
بمقرفة النجار ولا عقيمِ |