فما ولد بأكرم من أبيكم |
|
ولا خالٌ بأكرم من تميمِ |
فولد كنانة بن خزيمة : النضر ، وبه يكنّى وملكاً ، وملكان ، ومليكا وغزوان وعمراً وعامراً وأمّهم : برّة بنت مرّ أخت تميم بن مرّ. وإخوتهم لأمّهم : أسد ، وأسدة وآلهون بنو خزيمة خلف عليها كنانة بعد أبيه ، وذلك نكاح كانت الجاهلية تنكحه إذا مات الرجل نكح أكبر بنيه زوجته ، إذا لم تكن أمّه (وَأَخَذَ) خيار ماله ، فأنزل الله جلّ ثناؤه : (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلاّ ما قد سلف إنّه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا)».
وهذا هو النكاح المعروف بـ : نكاح المقت.
وقد أحسن المحقّقون ـ جزاهم الله تعالى خيراً ـ إذ علّقوا على ما ورد في الأصل بالقول : «في نسب قريش وفي المنمّق : تفصيل في ولادة أسد والنضر من أمّ واحدة ، وعلى هذه الرواية اعتمد الشارح في قوله : ثمّ هو عمّه أخو أبيه. وفي كلّ هذا توقّف ونظر».
أقول : ليس أسد وأسدَةُ والهَون إخوة النّضر وملك وملكان ومُليك وغزوان وعَمْرو وعامر لأمّهم ، كما زعم المصعب الزبيري ، وتبعه الشارح ، بل إنّ أمّ أسد وأسدة والهَون هي برّة بنت أدّبْن طابخة بن الياس بن مُضَر ، وهي عمّة برَّةُ بنت مُرّ بن أُدّبْن طابخة أمّ النضر وإخوته ، وتشابه اسمي العمّة وبنت أخيها هو الذي أوقع المصعب ، ومن تابعه في هذا الغلط الفاحش ، والخطأ الشائن. وقد نبّه على ذلك من المتقدّمين أبو عثمان الجاحظ في كتابه الأصنام ، إذا قال : «معاذ الله أن يكون أصاب النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم نكاح مَقْت ، وقد قال : ما زلت أخرج من نكاح كنكاح الإسلام حتّى خرجت