وممّا نقلناه يظهر لك أنّ البطنين المعروفينَ ببني العنبر من تميم لا يلتَقِيانِ مع بني مُزينة إلاّ بـ : أدّ بن طابخة ، وعلى هذا يُشكل وصفه بـ : المزني العنبري ، اللّهم إلاّ أن يكون منسوباً إلى أحد البطنين بالأصل وللآخر بالحِلف. أو أنّه من أغلاط النسّاخ.
* وفي ص٣٤٢ ـ ٣٤٣ : من الحماسية نفسها :
حميت على العُهار أطهار أمّه |
|
وبعض الرّجال المدَّعين جفاء. |
أقول : في هذا البيت شاهد على مجيء (بعض) للدلالة على أكثر من واحد مع عدم تكريرها ، خلافاً للعلاّمة الدكتور مصطفى جواد رحمه الله تعالى الذي كان يذهب إلى قَصْرِ دلالتها على الواحد إذا لم تكرّر.
وحسبنا في نقض رأيه قول الحقّ تبارك وتعالى : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبكَ) وبمراجعة تفسير هذه الآية الشريفة يظهر لك جليّاً وجه الصواب ، وأنّ كلمة (بعض) كما تدلّ على الجمع تدلّ على المفرد من غير شرط سوى ما يقتضيه السياق.
ومن الاستطراد المفيد أن أذكر أنّ للعلاّمة محمّد بن فرامرز بن عليّ الشهير بـ : ملاّ خسرو الرّومِيّ الحنفيّ المتوفّى سنة (٨٨٥هـ) رسالة خاصّة في تفسير هذه الآية على ما جاء في ترجمته من كتاب سُلّم الوصول.
* وفي ص٣٥١ : «نكر ، وأنكر واستنكر بمعنى واحد».
أقول : ومن الشواهد على مجيء نكر وأنكر في كلام الفصحاء قول الشاعر القديم وقد جمع بينهما في بيت واحد (من البسيط) :