بدر ، وساحل أبو سفيان بالعير أي : [قصد طريق الساحِل] ، فكانت الغنيمة ببدر ، ما قال الله عزّ وجل : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ (١) أي غير الحرب ، فلمّا ظفر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم بأهل بدر ، قال المسلمون : انهَد بنا يا رسول الله إلى العِير ، فقال العبّاس رحمه الله : إنّما وعدكم الله إحدي الطائفتين.
وأمّا النفير فمن نفر من قريش ليدفع عن العِيْر ، فجاؤوا ، فكانت وقعة بدر ، وكان شيخ القوم عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وهو جدّ خالد من قِبَلِ جدّتِهِ هند أمّ معاوية ، بنت عتبة ، ومن أمثال العرب :
لست في العير يوم يحدون بالعِيْـ |
|
ـرِ ، ولا في النفير يوم النفيرِ |
ثمّ اتّسع هذا المثل حتّى صار يقال لمن لا يصلح لخير ولا لشرّ ، ولا يُحفل به : لا في العير ، ولا في النفير.
وقوله : غُنيّمات وحُبيلات ، يعني أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا طَرَدَ الحكم بن أبي العاص بن أمية ، وهو جدّ عبد الملك بن مروان ، لجأ إلى الطائف ، فكان يرعى غنيمات ويأوي إلى حبيلة وهي الكرمة (٢).
وقوله : ورحم الله عثمان أي لردّه إيّاه وقولنا : أطرده : أي جعله طريداً ،
__________________
(١) سورة الأنفال : ٨. بضميمةِ البسملة.
(٢) الكرمة شجرة العنب.