٥ ـ غنية النزوع ومنزلته في المدارس العلمية الإمامية :
لقد حظي كتاب الغنية باهتمام كبير في مختلف المدارس العلمية الإمامية وذلك منذ تصنيفه في أيّام حياة مصنّفه ابن زهرة بحيث عمّت شهرته في الأوساط العلمية ، وما يؤيّد مقولتنا هذه وجود قرائن على ذلك منها : تأليف كتاب تدوين التجريد لفقه الغنية عن الحجج والأدلّة الذي صنّفه عبد الله بن عليّ ابن زهرة وهو أخو ابن زهرة وتلميذه(١) ، وما نقله ابن إدريس الحلّي ـ ت ٥٨٠ هـ ـ من معاصري ابن زهرة أو من تلامذته على قول(٢) ـ الذي أخذ بعضاً من الغنية وتصدّى لها بالبحث والنقد ، وما ذكره ابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) في كتابه فيما يخصّ الغنية(٣) ، وكثرة الوافدين على حلقة درسه من تلامذته وسائر روّاد العلم والفضيلة.
__________________
وفي رياض العلماء (٢/٢٠٣ ـ ٢٠٤) يشير إلى وجود تعليقة بخطّ الميرداماد (ت ١٠٤١ هـ) يوضّح فيها بأنّ مراد الشهيد الأوّل من (الشاميّون الثلاثة) هم أبو الصلاح وابن البرّاج وابن زهرة ، إلاّ أنّ ما يثير التعجّب هو أنّ الميرداماد ـ بناءً على نقل صاحب الرياض عنه ـ يتردّد في تسمية مؤلّف غنية النزوع من بين آل زهرة فلم يستطع البتّ في اسمه.
(١) الثقات العيون : ١٦٥. بناءً على عنوان الكتاب فإنّه قد اشتمل على تحرير باب الفقه من غنية النزوع على شكل الفتيا في الأحكام الشرعية ، ولم يصب الأفندي في رياض العلماء : ٢/٢٠٣ تسمية هذا الكتاب حيث أسماه (كتاب الغنية عن الحجج والأدلّة) و (كتاب الغنية) وبعدها أخذ يتكلّم عن الإلتباس الواقع بين ابن زهرة وأخيه وذلك بسبب اشتراكهما في عنوان كتابيهما.
(٢) السرائر : ٢/٤٤٢ ـ ٤٤٣ ، ٤٥٤ ، ٣/١٨٤.
(٣) معالم العلماء : ٤٦.