(عمر بن الحسن الراسبي البصري) نفسه ، إذ وصفوه بالجهالة ورموه بوضع الحديث!!(١) ، وكان الذهبي قد اتّهمه بوضع الحديث في تعليقه على المستدرك للحاكم فقال : (أظنّ أنّه هو الذي وضع هذا)!!
أقول : لعمري ما جرّ الذهبي لهذا الحكم وهذا (الظنّ) إلاّ الإنغلاق النفسي وشدّة التعصّب لأنّ (الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً) ، ووثاقة الرجل ثابتة بعدّة جهات :
١ ـ تصريح الحاكم في المستدرك أنّه (صدوق) إذ قال(٢) : «وأرجو أنّه صدوق».
٢ ـ إنّه (بصري) والتشيّع في البصرة قليل ، ولا يقلّ النصب فيها عن نصب أهل الشام ، وهذا الحديث ظاهر في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولا يتمكّن وضّاع كذّاب أن يحدّث بهذا الحديث في أجواء علمية متشدّدة كأجواء مجالس البصرة وحلقاتها.
٣ ـ إنّ ابن أبي حاتم الرازي ذكره ولم يطعن فيه(٣) ، وهو من قدماء النقّاد ولو وجد فيه مغمزاً لذكره أو لمّح إليه.
٤ ـ روى عنه ثلاثة من الثقات هم (عمر بن شبة ، عثمان بن أبي شيبة ، محمّد بن أبي سمينة) فرواية الثقات عنه مع شهادة الحاكم بصدقه وخلوّه من
__________________
(١) لسان الميزان ٤ / ٢٨٩.
(٢) مستدرك الحاكم ٣ / ١٢٤.
(٣) الجرح والتعديل ٦ / ١٠٣.