الخرِّيت(١) في رواية ، وقُتِلَ من معه من المرتدِّين ، وكتب معقل بالنصر لأمير المؤمنين عليهالسلام(٢) ، وفي أثناء عودته مع الأسرى نزل بعض كُوَر الأهواز ، وعليها مصقلة بن هبيرة الشيباني عاملاً لعليّ عليهالسلام ، فصاح السبي : أمنن علينا يا مصقلة ، فاشتراهم بثلاثمائة ألف درهم ، وأدَّى منه مائتي ألف ، وهرب إلى معاوية(٣) ، وروى ابن عساكر أنّ معقلاً باعهم بخمسمائة ألف درهم ، وأقبل إلى أمير المؤمنين فأخبره بما كان منه ، فقال له : أحسنت وأصبت(٤).
وذكر اليعقوبي أنّ الخرِّيت حين خرج بأصحابه نهبوا بيت مال البلاد التي مرَّوا بها حتّى صاروا إلى سيف عمان ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام وجَّه الحلو ابن عوف الأزدي عاملاً على عمان ، فقتله بنو ناجية ، وارتدّوا عن الإسلام ، فوجَّه الإمام معقل بن قيس ، الذي تمكَّن من قتل الخرِّيت وجماعته ، وسبى بني ناجية ، فاشتراهم مصقلة ، وأنفذ بعض الثمن ، ثمّ هرب إلى معاوية(٥).
وروى ابن أعثم رواية جديرة بالذكر ، فقبل التحام الجيشين طلب معقل ابن قيس لقاء الخرّيت ، فأجابه ، فقال له : «لم خرجت على أمير المؤمنين ، ودعوت الناس إلى خلعه والبراءة منه وقد كنت من خيار أصحابه ، وأوثق الناس عنده؟ فقال : لأنّه حكَّم في حقّ هو له ، فقال معقل : ويحك! أمن أهل
__________________
(١) ينظر تاريخ الطبري ٤/٩٨ ، وأنساب الأشراف ٢/٤١٥.
(٢) تاريخ الطبري ٤/٩٩ ، مروج الذهب ٢/٤٢٩ ، وتاريخ مدينة دمشق ٥٨/٢٧١.
(٣) مروج الذهب ٢/٤٠٨ ، البداية والنهاية.
(٤) تاريخ الطبري ٤/٩٩ ، وتاريخ مدينة دمشق ٥٨/٢٧١ ، وينظر أنساب الأشراف ٢/٤١٦.
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢/١٩٤ ـ ١٩٥ ، وينظر أيضاً تهذيب الأحكام ١٠/١٣٩.