الإسلام أنت؟ قال : نعم ... فقال معقل : خبِّرني لو أنّك خرجت حاجّاً فقتلت شيئاً من الصَّيد ممّا نهى الله عزَّ وجلَّ عنه ، ثمّ أتيت عليّاً تستفتيه في ذلك فأفتاك ، هل عندك رضىً؟ فقال : بلى ، وقد قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله) : أقضاكم عليّ ، فقال له معقل بن قيس : فكيف ترضى به في علمه ، ولا ترضى فيما حكّم؟ قال : لأنّي لا أعلم أحداً من الناس حكّم في شيء هو له. فقال له : يا هذا إنّ الذي لا تعلمه أنت هو أكثر من الذي علمته ، وإنَّا وجدنا عليّاً يحكم في جميع ما اختلفنا فيه ، وقد رضينا بحكمه ، فاتّق الله وإيّاك وشقّ العصا! وارجع إلى ما كنت عليه من السّمع والطّاعة ، فأمير المؤمنين أعلم بما يأتي ويذر ـ يدع ـ ؛ فقال الخرّيت : لا والله لا يكون ذلك ولا تحدّثت العرب به أبداً ، وما لكم عندي ولصاحبكم إلاّ السيف»(١) ، ثمّ صاح بأصحابه ، وحمل على معقل ، واختلط القوم ، فقصده معقل ، وضربه على أمّ رأسه فجدّله قتيلاً(٢).
توجّه يزيد بن شجرة إلى مكّة :
وفي موسم الحجّ بعد مؤامرة التحكيم سيّر معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي إلى مكّة ، وطلب منه أن يدعو الناس إلى طاعته ، وقال له : «فإن أجابوك فاكفف عنهم ، وإن نابذوك فنابذهم وناجزهم». وكان يزيد عثمانياً حارب بصفّين مع معاوية ، وكان على مكّة قثم بن العبّاس ، فلمّا سمع بمقدم جيش معاوية أراد التنحّي عن مكَّة على الرغم من استلامه رسالة من أمير
__________________
(١) الفتوح ٤/٢٤٣.
(٢) المصدر السابق.