أسرى ، وعاد إلى الكوفة(١) ، فكتب معاوية إلى أمير المؤمنين عليهالسلام بأنّ في أيديهم رجال من شيعته ، وإنّ عنده رجال أسرهم معقل بن قيس ، فإن أحببت خلّينا من في أيدينا ، وخلّيتم من في أيديكم ؛ فأطلق الإمام أسرى معاوية ، وأطلق معاوية من كان عنده من الأسرى(٢).
اللقاء الأخير :
بعد فعلة بسر بن أرطاة بأصحاب الإمام عليهالسلام باليمن ، والتمثيل بهم ، وقتله ولدي عبيد الله بن عبّاس خطب الإمام خطبة بيّن فيها مدى جزعه وحزنه من أهل الكوفة ، ودعا الله أن يبدله بخير منهم(٣) ، فتلاوم وجوه شيعته ، وخافوا أن يدعو الله عليهم(٤) ، ودخلوا عليه ، وأعلنوا عن طاعتهم فيما يأمرهم به ، فطلب منهم التجهّز لقتال معاوية ، واستشارهم في اختيار رجل يحشر الناس من السّواد والقرى ، فقال سعيد بن قيس : «أما والله أشير عليك بفارس العرب الناصح الشديد على عدوّك. قال له : من؟ قال : معقل ابن قيس الرياحي»(٥) ، فسرّحه ، فلمّا صار بالدسكرة ، وهي قرية كبيرة غربي بغداد بلغه أنّ الأكراد أغارت على شهرزور ، فخرج في آثارهم ، فلحقهم حتّى دخل الجبل ، فانصرف عنهم ، ثمّ لمّا فرغ من حشر الناس أقبل راجعاً ، فلمّا
__________________
(١) الغارات ٢/٥٠٤ ، أنساب الأشراف ٢/٤٦٢ ، والكامل في التاريخ.
(٢) أنساب الأشراف ٢/٤٧ ، وينظر أيضاً الكامل في التاريخ ٣/٣٨٠.
(٣) الخطبة في نهج البلاغة : ١٣٥ ـ ١٣٨.
(٤) ينظر أنساب الأشراف ٢/٤٧٨.
(٥) أمالي الشيخ الطوسي : ١٧٤.