وعبادة ، وعقيل ، بالإضافة إلى حليفهم الرئيسي الكرد الجاوانيّون ، فنجد أنّ الرحّالة ابن بطّوطة في رحلته ؛ والتي كان فيها يولي اهتمامه بعقيدة ومذهب سكّان المدن التي يزورها ، يقول عن الحلّة : «وأهل هذه المدينة كلّها إمامية إثنا عشرية ، وهم طائفتان إحداهما تُعرَف بالأكراد ، والأُخرى تُعرَف بأهل الجامعين»(١).
وجاء في مقال المجمع العلمي : «كانت قبيلة الجاوان ـ الكردية ـ شافعية المذهب ، والمزيدون شيعة إثنى عشرية ، ولكن على مرّ الأيّام اندمجوا ببني أسد ، فصاروا شيعة إثني عشرية ، كما استعربوا ..»(٢).
ويتحدّث ابن الأثير في الكامل ضمن حوادث سنة (٤٤٣ هـ) عن الفتنة بين العامّة ببغداد فيقول : «وأُحرق المشهد ـ ويعني مشهد الإمام موسى الكاظم والإمام محمّد الجواد عليهماالسلام .. وجرى من الأمر الفظيع ما لم يجرِ في الدنيا مثله .. ـ ثمّ يقول : ولمّا انتهى خبر إحراق المشهد إلى نور الدولة دبيس ابن مزيد عظم عليه واشتدّ وبلغ منه كلّ مبلغ ؛ لأنّه وأهل بيته وسائر أعماله من النيل ، وتلك الولاية كلّهم شيعة ، فقطعت في أعماله خطبة الإمام القائم بأمر الله ، فروسل في ذلك وعوتب ، فاعتذر بأنّ أهل ولايته شيعة ، واتّفقوا على ذلك ، فلم يمكنه أن يشقّ عليهم ..»(٣).
__________________
(١) رحلة ابن بطّوطة : ٢٣٢.
(٢) مجلّة المجمع العلمي العراقي : م ٧ ، ١/ ٩٨.
(٣) الكامل في التاريخ ٦ / ١٥٨ ـ ١٥٩.