ونصّ ابن الأثير «يفيد بأنّ منطقة الحلّة وحتّى قبل تأسيس المدينة كانوا من الشيعة الإمامية»(١).
ومن طريف ما ينقل في عقيدة أهل الحلّة الشيعية ما ذكره الكتبي ابن شاكر في فوات الوفيات من قول الشاعر عبد الرحمن ابن أبي القاسم الكناني المتوفّى سنة (٦٣٥ هـ) مخاطباً راجح الأسدي الحلّي :
يقولون لي ما بالُ حظّك ناقصاً |
|
لدى راجح ربُّ السماحة والفضلِ |
فقلتُ لهم إنّي سميّ ابن مُلجم |
|
وذلك اسمٌ لا يقولُ به حلِّي(٢) |
وأمارة بني مزيد قد سبقت قيام دولتهم في الحلّة عام (٤٩٥ هـ) على يد مؤسّسها صدقة بن مزيد الأسدي ، فكان لهم حضور فاعل ومؤثّر في الأحداث التي سبقت قيام دولتهم ولفترة زمنية تمتدّ إلى ما يقارب القرن من الزمن.
يقول أحد الباحثين : «والمزيدون قبيلة شيعيّة حكمت المنطقة خلال سنة (٣٨٧ هـ) حتّى سنة (٥٥٨ هـ) .. وأوّل من اعترف بوجود الأُمراء المزيديّين في هذه المنطقة هم البويهيّون سنة (٤٠٣ هـ) لاعتقادهم الراسخ أنّ المزيديّين هم وحدهم يستطيعون ؛ بما أُوتوا من قوّة ، أن ينشروا الأمن في المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم من هجمات القبائل المخلّة بالأمن ، لكن
__________________
(١) المصدر نفسه ٦ / ١٥٨ ـ ١٥٩ ، وانظر : متابعات تاريخية : ٦.
(٢) نفس المصدر : ٦ عن فوات الوفيات ٢ / ٢٨٣ ، وقد ورد في المصدر : «لدى راجح ربُّ الفهاهة والجهل».