أُلوف المجلّدات»(١).
ويصف ابن الأثير مقتل صدقة بن مَزيد ضمن أحداث سنة إحدى وخمسمائة بإسهاب فيقول :
«في هذه السنة .. قتل الأمير سيف الدولة صدقة .. أمير العرب ، وهو الذي بنى الحلّة السيفية بالعراق ، وكان قد عظم شأنه ، وعلا قدره ، واتّسع جاهه ، واستجار به صغار الناس وكبارهم ، فأجارهم .. وكان له من الكتب المنسوبة الخطّ شيء كثير ، أُلوف مجلّدات ، وكان يحسن يقرأ ، ولا يكتب ، وكان جواداً حليماً ، صدوقاً ، كثير البرّ والإحسان ، ما برح ملجأ لكلّ ملهوف ، يلقى من يقصده بالبرّ والتفضّل .. وكان عادلاً .. يحفظ الأشعار ، ويبادر إلى النادرة ، رحمه الله ، لقد كان من محاسن الدنيا»(٢).
وهكذا كان خلفه من الأُمراء حيث وصفوا بالجود والكرم والأدب والشعر ، وحمى الجار ، «ومهما يكن فلقد كان الأُمراء المزيديّون من محبّي العلم والأدب ومشجّعيهما ..»(٣).
ولو أردنا ذكر ما قاله المؤرّخون وما استشهد به الأُدباء والشعراء من مناقب ومآثر وكرم وجود وفضل .. لهذه الأُسرة الكريمة لطال بنا المقام ، إذ يكفي أن نشير إلى أنّ لسيف الدولة سيرة عطرة طويلة مدوّنة يقول عنها سيّد
__________________
(١) متابعات تاريخية وفكرية : ٩ عن تلخيص مجمع الآداب : ٤ ، ق ٣ : ١٨٦.
(٢) الكامل في التاريخ ٦ / ٤٧٩ ـ ٤٨٤.
(٣) متابعات تاريخية وفكرية : ٩.