عنه ، فإنّ كلّ ما نقوله في شاعريّة الشريف المرتضى يصدق على أخيه الشريف الرضي أيضاً ؛ لأنّهما غُذِيا العلم والأدب من يفاعتهما ونشئا عليه فكان كلّ منهما معوّلا للآخر ، ويبدو أنّ الشريف المرتضى كان أكثر تعويلا على أخيه الشريف الرضي ، فقد عرف أنّه كان أجزل من أخيه المرتضى شعراً وأبسط باعاً وأكثر انسياباً.
ويدلّنا على اعتماد المرتضى على أخيه ما قاله في طيف الخيال : «... وأن أعتمد على إخراج ما في ديوان الطائيّين وشعر أخي نظّر الله وجهه وأحسن منقلبه»(١) ، وقال : «وسمع أخي رضي الله عنه هذه الأبيات لأنّه قلّ ما كان يخرج لي شيئاً من الشعر إلاّ ويسمعه وينشده ولا يخرج له رحمه الله طول حياته إلاّ ما ينشد فيه»(٢).
وذكر العلاّمة المجلسي أيضاً ما يدلّ على معوّل المرتضى على أخيه الرضيّ أنّه : «دخل أبو الحسن الحذّاء وكيل الرضي والمرتضى يوماً على المرتضى فسمع منه هذه الأبيات فكتبها وهي :
سرى طيف سعدى طارقاً فاستفزّني |
|
سُحَيراً وصحبي بالفلاة رقودُ |
فلمّا انتبهنا للخيال الذي سرى |
|
إذا الدار قَفْرٌ والمزار بعيدُ |
__________________
(١) طيف الخيال : ٢٦.
(٢) طيف الخيال : ٨٠.