مع ديوان الشريف المرتضى (ت ٤٣٦هـ) |
|
السيّد محمّد علي السيّد راضي الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله خير البريّة المنتجبين الأطهار.
لكلّ شاعر إذا قرأنا ديوانه واطّلعنا على أشعاره بِنيةٌ شعرية يعرف بها ، وطالما عُبّر عنها في كتب الأدب بـ : (مسلك) أو (مذهب) الشاعر في أسلوبه وطابعه الشعريّ ، ثمّ إنّ هذا المسلك أو المذهب الشعريّ إنّما هو نتاج مرحلتين مهمّتين مرّ بهما الشاعر صقلته وصقلت شاعريّته معاً ، فالمرحلة الأولى تتمثّل في بناء شخصيّته التي تكشف عن البيئة المحيطة به ونشأ بها منتزعاً منها ثقافته الشعريّة بفطنته وحسّه المرهف التي تركت آثارها وبصماتها على شعره وشاعريّته حيث صار يعرف ويمتاز بها عن الآخرين في ذوقه