مبادئ العلوم العربية وصقل موهبته وصيّره عملاقاً من عمالقة الشعر العربي ونابغة من نوابغه ، وهو أستاذه الشاعر العربي المعروف بابن نباتة السعدي (ت ٤٠٥هـ) أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجّاج بن مطر السعدي التميمي (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ، ولد في بغداد عام (٣٢٧هـ) ونشأ بها ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتّى نبغ ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى(١) ، قال عنه أبو حيّان : «شاعر الوقت ، حسن الحذو ، على مثال سكّان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم ، هذا مع شعبة من الجنون وطائفٌ من الوسواس»(٢). وقال عنه ابن خلّكان : «معظم شعره جيّد ، توفّي ببغداد»(٣).
وقال عنه الثعالبي : «من فحول شعراء العصر ، وآحادهم ، وصدور مجيديهم ، وأفراد الذين أخذوا برقاب القوافي ، وملكوا رقّ المعاني ، وشعره من قرب لفظه بعيد المرام ، مستمرّ النظام ، يشتمل على غرر من حرّ الكلام ، كقطع الروض غبّ القطر ، وفقر كالغنى بعد الفقر ، وبدائع أحسن من مطالع الأنوار وعهد الشباب ، وأرقّ من نسيم الأسحار وشكوى الأحباب»(٤).
له ديوان شعر احتوى على أكثر من (٢٩٧) قصيدة.
__________________
(١) أعيان الزمان : ٣٧ و٣٨.
(٢) أنظر : الأعلام للزركلي : ٤ / ٢٤.
(٣) وفيات الأعيان : ٣ / ١٩١ و١٩٢.
(٤) يتيمة الدهر : ٢ / ٤٤٧ ، رقم ١٣٥.