لا تأْنَسَنّ بلين الصّعب تركبه |
|
فالليث يصبو ويعلو منكب البطلِ(١) |
هذا وفي آخر المطاف وخير ما نختم به مقالنا الذي بدأناه شغفاً وولعاً بديوانه وبشعره وشاعريّته وبتراثه الأدبيِّ الثرِّ هو أدبُ الطفّ الذي ما برح يذكر بين طيّات قصائده وأشعاره ، قصيدةً لجدِّه أبي عبدالله الحسين عليهالسلامولمجده المضمّخ بالدماء في يوم عاشوراء على أرض الحسين كربلاء أرض الطفوف ومربع الحتوف ومهد مشتبك السيوف ، أرض الإباء والولاء والعزاء ، وأرض الإيمان والوفاء والإنقطاع إلى ربّ السماء بكلّ تضحية وفداء والصبر على أنواع البلاء ، فما إن تصفّحنا هذا الديوان الزاخر بألوان الشعر وفنون الأدب حتّى نرى عنواناً يثير الشجون وتدمع له العيون ويسبل له الدمع الهتون «وقال يرثي جدّه الحسين عليهالسلام» فهو يتوجّع ويتفجّع ، ويتأوّه ويتألّم ويتحرّق أسىً لجدّه الحسين ولتلك الدماء الزاكيات والأجساد المرمّلة بالدماء التي أبت إلاّ أن تسفك مهجها دون الحسين عليهالسلام وفي سبيل نصر ابن بنت رسول الله وريحانته (صلى الله عليه وآله) :
يا يوم أيّ شجىً بمثلك ذاقه |
|
عُصب الرسول وصفوة الرحمانِ |
جرّعتهم غصص الردى حتّى ارتووا |
|
ولذعتهم بلواذع الإيمانِ |
وطرحتهم بدداً بأجواز الفلا |
|
للذئب آونةً وللعقبانِ |
عافوا القرار وليس غير قرارهم |
|
أو بردهم موتاً بحدّ طعانِ |
منعوا الفرات وصرّعوا من حوله |
|
من تائق للورد أو ظمآنِ |
أوَما رأيت قراعهم ودفاعهم؟ |
|
قدماً وقد أعروا من الأعوانِ |
__________________
(١) ديوان الشريف المترضى : ٢ / ٣٧٨.