من قبل المسلمين على تكفير مَن يسجد للشمس ، فنجعل هذا الإجماع دليلاً على أنّ الساجد للشمس جاحد ومكذّب في قلبه ، وأنّه لا إيمان ولا تصديق له في قلبه ، لأنّه لو لم يكن كذلك لمَا حصل إجماع على كفره ، فيكون السجود دليلاً على الجحود والكفر القلبي.
وقد استدلّ الشريف المرتضى على رؤيته إلى حقيقة الإيمان والكفر بعدّة أدلّة ، نذكر بعضها باختصار :
أوّلا : إنّ الإيمان في اللغة بمعنى التصديق(١) ، وليس اسماً لأفعال الجوارح ، ولذلك يقال : (فلان يؤمن بالمعاد) أي يصدّق به ، و (فلان لا يؤمن بكذا) ، أي لا يصدّق به(٢).
ثانياً : لو كانت الطاعات كلّها إيماناً ، لم يكن لأحد من البشر ـ حتّى الأنبياء عليهالسلام ـ كامل الإيمان ؛ لأنّهم لم يستكملوا جميع الطاعات. ولو كان الواجب من الطاعات هو الإيمان ، لوجب أن يكون مَن فعل الصغائر من الأنبياء عليهالسلام ـ على قول مَن يجوّزها عليهم ـ غير كامل الإيمان ؛ لأنّه قد أخلّ بفرض.
ثالثاً : قوله تعالى : (الّذِيْنَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيْمانَهُمْ بِظُلْم)(٣) ، فهذه الآية الكريمة تدلّ على أنّ المعاصي والظلم لا تتنافى مع الإيمان. وقوله
__________________
(١) معجم مقاييس اللغة ، ج١ ، ص١٣٣ ؛ لسان العرب ، ج١٣ ، ص٢١.
(٢) الذخيرة ، ص٥٣٨.
(٣) الأنعام ، الآية ٨٢.