للعلوم اللازمة لتحصيلها لم يكن مكلّفاً ، فيكون كالصغار والمجانين ، بل كالأنعام في عدم التكليف.
قال الشريف المرتضى : «إنّ مَن لا يقدر على تمييز الحقّ من الباطل في فروع الدين ، لا يقدر على مثل ذلك في أصوله ، ومَن هذه صفته فهو عامّي في الأصول والفروع ، ولا يجب عليه شيء من النظر والبحث ، وكما لا يجبان عليه فلا يجب عليه التقليد في الفروع ، كما لا يجب عليه مثل ذلك في الأُصول ، وهذا جار مجرى البهائم والأطفال الخارجين عن التكليف ، فلا حرام عليهم ولا حلال لهم»(١).
٢ ـ ومن مصاديق الكفر لدى المرتضى الجهلُ بالأصول ، فإنّ الجهل بالله تعالى والنبوّة وغير ذلك من أصول الدين يعتبر كفراً من وجهة نظره ، وذلك لأنّ لأصول الدين أدلّة قاطعة وواضحة ، وإنّ التوصّل إلى العلم واليقين فيها أمرٌ ممكن ، فلا يبقى هناك مجال للظنّ أو عدم العلم في ذلك ، بل لابدّ من تحصيل العلم واليقين فيها(٢).
٣ ـ كما أنّ من مصاديق الكفر عند المرتضى هو محاربة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام(٣) ، وجحد النص عليه(٤) ، وإنّ مَن فعل ذلك ومات من غير توبة ، علمنا أنّه ما كان مؤمناً في حياته قط ، وذلك وفقاً لمبدأ الموافاة الذي
__________________
(١) رسائل الشريف المرتضى (جوابات المسائل التبانيّات) ، ج١ ، ص٤٣.
(٢) المصدر السابق (جوابات المسائل الطبريّة) ، ج١ ، ص١٥٤.
(٣) المصدر السابق (جوابات المسائل المَيّافارِقِيّات) ، ج١ ، ص٢٨٣.
(٤) المصدر السابق (جوابات المسائل الطرابلسيّات الثانية) ، ج١ ، ص٣٣٦.