قال الشيخ المفيد عند تعليقه على الاستدلال بالآية الآنفة الذكر : «إنّ الله سبحانه لا يَعِدُ أحدا بالثواب إلاّ على شرط الإخلاص والموافاة ... وإذا كان الأمر على ما وصفناه ، فالحاجة ماسّة إلى ثبوت أفعالِ مَن ذكرتَ في السبق والطاعة لله تعالى في امتثال أوامره ظاهراً على وجه الإخلاص ، ثمّ الموافاة بها على ما ذكرناه ، حتّى يتحقّق لهم الوعد بالرضوان والنعيم المقيم ، وهذا لم يقم عليه دليل»(١).
ثانياً : حكم الكافر :
اتّفق المعتزلة والإماميّة على أنّ الكافر يستحقّ العقاب الدائم الأبدي ، وقد تقدّم أنّ الشريف المرتضى استدلّ على ذلك بالاجماع ، فلا خلاف إذن في ذلك.
ومن الأفضل هنا البحث عن تحديد بعض مصاديق الكفر من وجهة نظر الشريف المرتضى ، وذلك كما يلي :
١ ـ من مصاديق الكفر عند الشريف المرتضى التقليد ، فقد ذهب رحمهالله إلى كفر المقلّد في أُصول الدين ، والسبب في ذلك يعود إلى أنّه كان يَعتبر المقلّد مكلّفاً بالمعرفة ، وقادراً على تحصيلها ؛ لامتلاكه العلوم اللازمة لذلك ، فإن أهمل تحصيلها صار كافراً.
نعم ، إذا كان فاقداً للقدرة على تحصيل المعرفة بسبب عدم امتلاكه
__________________
(١) الإفصاح ، ص٧٧ ـ ٧٨.