دوام الثواب على فعل الطاعات ، بل المرجع في ذلك إلى الإجماع والسمع ؛ فإنّ الإجماع قد دلّ على دوام ثواب الطاعة ، فهو قد اتّفق مع بعض المتكلّمين على دوام ثواب الطاعة ، سوى أنّه اختلف معهم في دليل ذلك ، وهل هو العقل ، أو السمع والإجماع؟(١)
وقد ناقش الشريف المرتضى الأدلّة العقليّة التي أُقيمت لإثبات دوام الثواب ، والتي منها : إنّ الوجه في استحقاق المدح والثواب واحد ، كما أنّ وجه استحقاق الذمّ والعقاب واحد ، فإذا كان المدح والذمّ دائميّين ، صار الثواب والعقاب دائميّين أيضاً.
وناقش المرتضى هذا الاستدلال من خلال التشكيك في الصغرى حيث قال : «غير مسلّمٌ لكم أنّ وجه استحقاق المدح والذمّ هو وجه استحقاق الثواب والعقاب، وكيف يصحّ ذلك والقديم تعالى يستحقّ المدح على فعل الواجب ولا يستحقّ الثواب، ولو فعل القبيح ـ تعالى عن ذلك ـ لا يستحقّ الذمّ دون العقاب»(٢).
وقد تقدّم أنّ القول بدوام الثواب هو أحد الأمور التي دعت الشريف المرتضى إلى تبنّي نظرية الموافاة(٣).
__________________
(١) الذخيرة ، ص٢٨٠ ـ ٢٨١ ؛ رسائل الشريف المرتضى (جوابات المسائل الطبريّة) ، ج١ ، ص١٤٨.
(٢) الذخيرة ، ص٢٨١.
(٣) المصدر السابق ، ص٥٢١.