يحصل من خلال التوبة أو الشفاعة ، لكن لا وجوباً ، فهذه الأمور لا توجب العفو على مَن بيده العفو ، وإنّما هي عامل مساعد عليه.
وعلى أيّ حال ، فإنّ المرتضى ذهب إلى أنّ الطريق الوحيد لزوال العقاب هو : عفو مَن بيده العفو.
أمّا المعتزلة ؛ فقالوا : إنّ العقاب يزول بالتفضّل ، كما يزول بالندم ـ وهو التوبة ـ لكن على نحو الوجوب. كما أنّ عقاب المعاصي الصغيرة يزول إذا زاد ثواب الطاعات على عقاب المعصية ، وهو الذي يسمّى : (التكفير) ، وهو عكس (التحابط) ، والذي يعني زوال الثواب بالعقاب(١).
أمّا الشفاعة فسوف يأتي أنّها عندهم غير مسقطة للعقاب ، وإنّما هي رافعة للدرجات(٢) ، فلا تدخل من وجهة نظرهم في ضمن مسقطات العقاب.
إذن إنّ أهم مسقطات العقاب من وجهة نظر المرتضى والمعتزلة هي (العفو ، والتوبة ، والشفاعة ، والتكفير).
وفي ما يلي نتعرّض إلى بحث أهمّ المسقطات للعقاب وهي التوبة والشفاعة ، ونبيّن الخلاف حول حقيقتهما بين الشريف المرتضى والمعتزلة.
أمّا التكفير : فقد تقدّم الحديث عنه عند الكلام عن التحابط ؛ لأنّ التكفير والتحابط متعاكسان ومتقابلان ، وإنّ روحهما واحدة ، فلا حاجة إلى
__________________
(١) المنقذ من التقليد ، ج٢ ، ص٤٢.
(٢) شرح الأصول الخمسة ، ص٤٦٣ ـ ٤٦٥.