وقد نشأت لذلك مدارس للتفسير قامت على علم هؤلاء الأعلام من الصحابة ، أبرزها :
١ ـ مدرسة مكّة : وقد قامت على علم عبد الله بن عبّاس ، وتلاميذه من التابعين ، ومنهم سعيد بن جبير (ت٦٤هـ) ومجاهد (ت١٠٤هـ) وعكرمة (ت١٠٥هـ) وغيرهم.
٢ ـ مدرسة المدينة : وتنتمي إلى أُبَي بن كعب ، وأشهر تلاميذه من التابعين : أبو العالية (ت٩٠هـ) والقرظي محمّد بن كعب (ت١١٨هـ) وزيد بن أسلم (ت ١٣٦هـ).
٣ ـ مدرسة الكوفة : وقد وضع أسسها عبد الله بن مسعود ، وأشهر تلاميذه من التابعين علقمة بن قيس النخعي (ت٦٢هـ) ومسروق بن الأجدع الهمداني (ت٦٣هـ) والأسود بن يزيد (ت٧٥هـ) ومُرّة الهمداني (ت١١٠هـ) وقتادة السدوسي (ت١١٧هـ).
وقد انماز التفسير في هذه المرحلة بدخول كثير من الإسرائيليّات والنصرانيّات فيه بسبب تساهل بعض المفسّرين من التابعين في قبولها ، وظلّ التفسير محتفظاً بطابع التلقّي والرواية ، فكان علماء كلّ مصر يعنون بالتلقّي عن إمام مصرهم ممّن ذكرنا ، وقد ظهر في تفاسير التابعين الانتصار لبعض المذاهب التي بدأت بالظهور ، وكثر الخلاف بينهم عمّا كان عليه بين الصحابة ، وإن كان الخلاف قليلاً إذا ما قورن بما وقع بعد ذلك بين متأخّري