المفسّرين(١).
وجاء عصر التدوين ـ تدوين الحديث ـ فبدأت مرحلة جديدة في علم التفسير شهدت ظهور كتب التفسير الكبيرة منفصلة عن كتب الحديث ، فأصبح علماً قائماً بنفسه ووضع التفسير لكلّ آية من القرآن على حسب ترتيب المصحف ، وأبرز كتب التفسير في هذه المرحلة : تفسير محمّد بن جرير الطبري (ت٣١٠هـ) الذي اشتهر بأنّه أبرز ممثّلي منهج التفسير بالمأثور ، فقد ذكر الأقوال ، ثمّ وجّهها ، ورجّح بعضها على بعض ، وزاد على ذلك الإعراب إن دعت الحاجة اليه ، كما استنبط الأحكام التي تؤخذ من الآيات»(٢).
وقد بلغت مدرسة التفسير بالأثر لدى الجمهور ذروتها على يده وكان «حافظاً للقرآن بصيراً بالسنن ، فقيهاً بالأحكام»(٣).
«أمّا للإمامية فقد انتهى إلى القرن الرابع كتب كثيرة غالبها من التفسير بالأثر ، منها : تفسير سعيد بن جبير التابعي (ت٦٤هـ) وتفسير إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي (ت١٢٧هـ) وله كتاب أمثل التفاسير ، وتفسير محمّد بن السائب ابن الكلبي ، وليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع ... ، وتفسير جابر بن يزيد الجعفي (ت١٢٧هـ) والحسن بن خالد البرقي ، له كتب في التفسير منها تفسيره الكبير البالغ (١٢٠) مجلّداً من إملاء الإمام العسكري عليهالسلام
__________________
(١) نفس المصدر : ٣٤.
(٢) علم التفسير : ٣٦.
(٣) أدب المرتضى : ٣٢.