الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (٦١) قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (٦٢) قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (٦٣) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ
____________________________________
الْقُرْآنِ) وهي شجرة الزّقوم (إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) فكانت الفتنة في الرّؤيا أنّ بعضهم ارتدّ حين أعلمهم بقصّة الإسراء ، وازداد الكفّار تكذيبا ، وكانت الفتنة في الزّقوم أنّهم قالوا : إنّ محمدا يزعم أنّ في النار شجرا ، والنّار تأكل الشّجر ، وقالوا : لا نعلم الزّقوم إلّا التّمر والزّبد ، فأنزل الله تعالى في ذلك : (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ)(١) الآيات (وَنُخَوِّفُهُمْ) بالزّقوم فما يزدادون إلّا كبرا وعتوّا.
(٦٢) (قالَ) يعني : إبليس (أَرَأَيْتَكَ) أي : أرأيت ، والكاف توكيد للمخاطبة (هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ) فضّلته. يعني : آدم عليهالسلام (لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ) لأستأصلنّهم بالإغواء ولأستولينّ عليهم (إِلَّا قَلِيلاً) يعني : ممّن عصمه الله تعالى.
(٦٣) (قالَ) الله : (اذْهَبْ) إنّي أنظرتك إلى يوم القيامة (فَمَنْ تَبِعَكَ) أطاعك (مِنْهُمْ) من ذرّيّته (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً) وافرا.
(٦٤) (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ) أي : أزعجه واستخفّه إلى إجابتك (بِصَوْتِكَ) وهو الغناء والمزامير (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ) وصح (بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) واحثثهم عليهم بالإغواء ، وخيله : كلّ راكب في معصية الله سبحانه وتعالى ، ورجله : كلّ ماش على رجليه في معصية الله تعالى (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) وهو كلّ ما أخذ بغير حقّ (وَالْأَوْلادِ) وهو كلّ ولد زنا (وَعِدْهُمْ) أن لا جنّة ولا نار ، ولا بعث ولا
__________________
(١) سورة الصافات : الآية ٦٣ ، وأخرج هذا ابن جرير ١٥ / ١١٤ عن قتادة.