وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (٦٤) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (٦٥) رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (٦٦) وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً (٦٧) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (٦٨) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (٦٩)
____________________________________
حساب ، وهذه الأنواع من الأمر كلّها أمر تهديد. قال الله تعالى : (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً).
(٦٥) (إِنَّ عِبادِي) يعني : المؤمنين (لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) حجّة في الشّرك (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) لأوليائه يعصمهم من القبول من إبليس.
(٦٦) (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي) يسيّر (لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) في طلب التّجارة (إِنَّهُ كانَ بِكُمْ) بالمؤمنين (رَحِيماً).
(٦٧) (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ) خوف الغرق (فِي الْبَحْرِ ضَلَ) زال وبطل (مَنْ تَدْعُونَ) من الآلهة (إِلَّا إِيَّاهُ) إلّا الله (فَلَمَّا نَجَّاكُمْ) من الغرق وأخرجكم (إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ) عن الإيمان والتّوحيد (وَكانَ الْإِنْسانُ) الكافر لربّه (كَفُوراً) لنعمة ربّه جاحدا ، ثمّ بيّن أنّه قادر أن يهلكهم في البرّ ، فقال :
(٦٨) (أَفَأَمِنْتُمْ) يريد : حيث أعرضتم حين سلمتم من هول البحر (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ) يغيّبكم ويذهبكم في (جانِبَ الْبَرِّ) وهو الأرض (أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) عذابا يحصبهم ، أي : يرميهم بحجارة (ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً) مانعا ولا ناصرا.
(٦٩) (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ) في البحر (تارَةً) مرة (أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً) ريحا شديدة تقصف الفلك وتكسره (فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ) بكفركم حيث سلمتم المرة الأولى (ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً) ثائرا ولا ناصرا ، والمعنى : لا تجدوا من يتّبعنا بإنكار ما نزل بكم.