الآملي مع وجود الإختلاف بين كلّ واحد منهم.
وهذا هو السرّ الذي جلب أنظار المستشرقين إلى تراث ابن أبي جمهور ، فكتبوا عنه الدراسات والبحوث سواءً في مباحثه الكلاميّة أو الفلسفية أو العرفانية ، وبيّنوا فيها آراءه في آثاره في هذه المواضيع ؛ وقد كتب عنه ويلفرد مادلونغ في سنة (١٩٧٧م) بحثاً حول امتزاج علوم الكلام والفلسفة والتصوّف عند ابن أبي جمهور ، وفي سنة (١٩٩٧م) كتبت زابينه شميتكه حول تأثير شمس الدين الشهروزي على أفكار ابن أبي جمهور ، وغيرهما من البحوث والمقالات سواء المستقلّة منها أو ما ورد في دوائر المعارف(١).
بعد ملاحظة هذه الأمور وأخذها بعين الإعتبار في النقد الحديثي لمرويّات ابن أبي جمهور نستخلص من ذلك كلّه بأنّ ابن أبي جمهور كان قد تناول اصطلاحات متأخري المحدّثين في الحديث وقد استعملها ، وسلك منهج العلاّمة الحلّي في ذلك متأثّراً بمبانيه ، آخذاً بقوله ، متلقّياً آراءه بالقبول ، هذا من جهة ، ومن جهة أُخرى قام بنقل مرويّات لا توجد إلاّ في مصادر العامّة ، أو في مصادر الصوفيّة ، أو أنّها لا توجد في أىّ مصدر من المصادر وأنّه تفرّد بنقلها ، وهنا تكمن المعضلة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ابن أبي جمهور الأحسائي في كتب التراجم : ٧٣.