محمّد بن إبراهيم الشيرازي (١٠٥٠ هـ) ، والملاّ عبد الرزّاق اللاهيجي (ت ١٠٧٢ هـ) ، والمولى محسن الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ)(١) ، والشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (ت ١٢٤٣ هـ)(٢) كلّ بحسب ميوله ، ولا يخفى على الخبير المطّلع جملةٌ من النقولات الشاذّة والأخبار النادرة في آثار هؤلاء الأعلام.
وكما ذكرنا أنّ السبب في نقل شواذ تلك الأخبار يتعلّق بملائمتها مع ذوقهم العرفانىّ والصوفىّ ، وكذلك ميولهم في شرح الأخبار وتوضيح الأحاديث ، فكثيراً ما نرى في آثارهم أنّهم يحاولون تأويل الألفاظ وحملها على خلاف ظواهرها ، بل قد تبتعد كثيراً عنها أو تتباين معها.
هذه السيرة الحديثيّة نفسها قد سلكها شيخنا ابن أبي جمهور في نقل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يكفينا في ذلك تهذيبه لكتاب إحياء علوم الدين للغزالي الصوفي ، الذي سمّاه المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء ، فإنّ الفيض وإن أراد أن يهذّب كتاب الإحياء من الأخبار الموضوعة وبعض الزوائد فيه إلاّ أنّه سلك الطريق الذي ذكرناه في المتن من خلط الأحاديث المتلائمة بآرائه بأحاديث الشيعة من المصادر المعتبرة بمثل ما وقع فيه ابن أبي جمهور ، وفيه كثير من النقولات الشاذّة الواردة في أصله الإحياء ، ومن الحري أن نذكر أنّ لكتاب الإحياء نظرة سلبية في رأي محدّثي العامّة ، فقال ابن الجوزي في المنتظم : ٩ / ١٦٩ ما نصّه : أخذ في تصنيف كتاب الإحياء في القدس ثمّ أتمّه بدمشق إلاّ أنّه وضعه على مذهب الصوفيّة وترك فيه قانون الفقه. كما أنّ لابن الجوزي كتاباً في الأخبار الموضوعة في كتاب الإحياء أسماه إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء.
(٢) إنّه معروف بأحاديثه المتفرّدة في كتبه لا سيّما في كتاب شرح الزيارة الجامعة.