الداعي ، وعليّ بن دقماق الحسيني (ت ٨٤٠ هـ) صاحب كتاب نزهة العشّاق. وهذه الطائفة كانت تتواجد غالباً في العراق وإيران.
الطائفة الثالثة : الفقهاء الذين مالوا إلى التصوّف كلّياً ، بل ذابوا في نظام الخانقاهي وارتبطوا به ، ومن أبرز أعلام هذه الطائفة : السيّد حيدر الآملي (ت ٧٨٢ هـ) ، وابن أبي جمهور الأحسائي ، وهذه الطائفة تواجدت غالباً في إيران.
علماً بأنّ المجموعة الثالثة ـ بالمقارنة مع المجموعتين الأُولى والثانية ـ كانت أقلّ منهما بكثير من حيث العدد ، وكان زمام التيّار الشيعي والزعامة الدينية على عاتق المجموعتين الأُولتين(١).
وأمّا المجموعة الثالثة فبسبب مزجها المباحث الفقهيّة والكلاميّة بغيرها من المباحث الأُخرى ، وعدم وضوح الرؤية ، وغياب المنهج الواضح لديها ، لم تَحْظَ بالقبول في الأوساط والحوزات العلميّة آنذاك ، وهُجرت مؤلّفاتها ، وبطبيعة الحال لا يمكن أن نعزو عدم القبول هذا إلى ما كان لدى بعض الفقهاء من سلطة حكوميّة ؛ ذلك لأنّ البعض أعرض عن جمع مؤلّفاتهم وأعمالهم العلميّة أثناء جمع التراث الفقهي والحديثي والكلامي الشيعي وتكثيره ، حتّى في غير العصر الصفوىّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) حتّى قيل : إنّ بعض مشايخ الصوفيّة في هذه الأدوار وخاصّة في زمان التيموريّين تعرّضوا لمضايقات المتشرّعة (دنباله جستجو در تصوف إيران : ١ / ١٦٥ ـ ١٦٦).