السبب الثاني : الظروف التي كان يعيشها علماء الشيعة :
وهو ما ذكره سماحة المرجع الأعلى السيّد عليّ الحسيني السيستاني ـ أدام الله أيّامه ـ عند المناقشة في الحديث المروىّ في كتاب العوالي عن زرارة في معالجة الأخبار المتعارضة ؛ وقال ما نصّه : «ضعف الرواية سنداً ؛ لأنّ ابن أبي جمهور ينقل الرواية عن كتاب العلاّمة ، ولم يذكر سند العلاّمة إلى زرارة ، فهي مرفوعة لا يعتمد عليها.
وربّما تناقش هذه الرواية بعدم الاعتماد على ابن أبي جمهور الأحسائي خصوصاً كتابه هذا ؛ لاشتماله على أحاديث العامّة ، وحتّى مثل صاحب الحدائق الذي ليس من دأبه المناقشة في سند الروايات(١) ، يناقش هذا الكتاب بأنّه يشتمل على الغثّ والسمين!
ونحن قد تعرّضنا لهذا الاعتراض في قاعدة الميسور ومناقشته بالتفصيل ، وذكرنا هناك بأنّ مجرّد اشتمال هذا الكتاب على بعض روايات العامّة لا يعدّ قدحاً في شخصيّة هذا العالم الجليل الذي كان من أكابر علماء الشيعة في أواخر القرن التاسع ، ولا في كتابه الذي تعمّد تدوين أحاديث العامّة فيه ، خاصّةً في الظروف التي كان يعيشها ؛ لمواجهة بعض الإشكالات التي توجّهت إلى الشيعة ، لأنّ أصولهم وكتبهم الحديثيّة خالية من أحاديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) انظر : المقالات اللطيفة في المطالب المنيفة للسيّد محمّد هاشم الخوانساري المطبوع مع مباني الأُصول : ١١٣ ، ومصباح الأصول تقرير أبحاث السيّد الخوئي بقلم السيّد محمّد سرور الواعظ الحسيني البهسودي (ضمن موسوعة السيّد الخوئي) : ٤٧ / ١٦٥.