النبيّ (صلى الله عليه وآله) بما ترمز إليه هذه الدعوى من أهداف غير سليمة.
وكذلك لا يُناقش الكتاب بأنّه ينقل عن مصادر لم تصل إلينا ، كمؤلّفات العلاّمة والشهيد وفخر المحقّقين ؛ إذ يلاحظ على ذلك أنّ عدم وصولها إلينا لا يدلّ على أنّها غير موجودة ، ليكون ذلك قدحاً فيه.
وكذلك لا يناقش فيه : بأنّه قد وثّق في مقدّمته جميع رواة كتابه ، مع أنّ بعضهم من العامّة ؛ فإنّه يلاحظ على ذلك إنّما وثّق وسائطه إلى أصحاب الأُصول والكتب التي ينقل عنها ، ولم يتعرّض إلى توثيق بقيّة سلسلة السند بما فيهم صاحب الأصل ومن قبله ، والحديث بتوسّع عن هذا الكتاب ومؤلّفه مرّ مراراً في بعض بحوثنا الفقهيّة والأصوليّة ، وسيأتي البحث عنه حينما نبحث عن الأخبار العلاجيّة»(١).
ولا يخفى أنّ هذا السبب الذي ذكره سماحته ـ دام ظلّه ـ من أنّ ابن أبي جمهور كان قد واجه بعمله هذا بعض الإشكالات التي توجّهت إلى الشيعة ؛ يرجع إلى ما سمعتُه مشافهةً منه ـ مدّ الله تعالى ظلّه الوارف على رؤوس المسلمين ـ : (من أنّ السلطة كانت لغير الشيعة فيتسامح الشيعة مع العامّة ، ثمّ انعكس هذا الأمر للشيعة في القرن العاشر ، يعني بعد تأسيس الدولة الصفويّة واستقرار الدولة الشيعيّة وسلطتها ، فتعمّدُ تدوينِ أحاديث العامّة في كتابي العوالي والدرر كان للظروف التي عاش فيها ابن أبي جمهور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تعارض الأدلّة واختلاف الحديث ، تقرير دروس آية الله السيستاني ـ دام ظلّه ـ بقلم السيّد هاشم الهاشمي ، ص ٢٨٦ ـ ٢٨٨.