ثالثاً : في خصوص مرفوعة زرارة وما ماثلها من الأخبار التي لا أثر لها في مصدر آخر ، فهي المشكلة الأُمّ ، حيث إنّه ينسب خبراً مرفوعاً إلى العلاّمة ، ولم نجده في كتب العلاّمة ولا في كتب تلامذته ومتّبعي مدرسته ، كفخر المحقّقين والشهيد الأوّل والسيوري وابن فهد لا سيّما في مثل مرفوعة زرارة التي تتعلّق بمبحث التعادل والتراجيح المشهور في كتب الفقهاء والأُصوليّين قديماً وحديثاً ، وإن صحّ وجود مثل هذا الخبر لاشتهر وبان ، أو يشير أحدهم إلى وجود تلك الرواية مع ما نعرف من تداول المجاميع الفقهيّة والأصوليّة للعلاّمة بين كلّ من تأخّر عنه.
تلخيص المقال :
في ختام كلامنا حول ابن أبي جمهور واجهت كلمة قيّمة من العلاّمة الفقيه الأُصولىّ السيّد محمّد هاشم الخوانساري (ت ١٣١٨ هـ) ـ صاحب كتاب أصول آل الرسول وهو أخو صاحب روضات الجنّات ـ حول مرفوعة زرارة المرويّة في العوالي والدرر ، ذكره في كتابه المقالات اللطيفة في المطالب المنيفة المطبوع مع كتابه الآخر مباني الأصول له ، فارتأينا أن نورد هنا نصّ كلامه ، إذ إنّ كلامه هذا يتطابق بمجمله على ما فصّلناه.
وهذا نصّ كلامه ، تغمّده الله بواسع رحمته :
«وأمّا الدليل السادس : فقد أورد عليه :
أوّلاً : بضعف سند المرفوعة ، فقيل : إنّ هذه الرواية فقد ردّها من ليس