عدّ نظريّة التناسخ من المحالات ، وقال : ما ورد من الأخبار المعتبرة لا يفيد إلا مسخ الله لجماعات من الناس قبل يوم القيامة.
وقد استطرد السائل قائلاً :
إنّ النعماني قد روى الكثير من هذه الروايات والتي تحتمل معنى النسخ ـ بمعنى التناسخ ـ كما تحتمل معنى المسخ ، وإنّ إحدى تلك الروايات هي التي رواها في كتاب التسلّي والتقوّي وأسندها إلى الإمام الصادق عليهالسلام ، وهي رواية طويلة جاء في آخرها أن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) وجبرائيل عليهالسلام ومَلَك الموت عليهالسلام يحضرون الكافر عند قبض روحه.
ثمّ نقل من هذه الرواية ما يزيد على صفحة تحدّثت عن مسخ أعداء أهل البيت عليهمالسلام على شكل ديدان ، ومسخ عمر بن سعد على شكل قرد ، وقد طلب السائل من السيّد المرتضى توضيح هذا النوع من الأحاديث.
إنّ عنوان الكتاب والرواية المنقولة يوحي أنّ للكتاب مضموناً مشابهاً لمضمون كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى عليهالسلام) ؛ حيث تحدّث عن مكافأة من يعتقد بولاية أهل البيت عليهمالسلام ، وعقوبة أعدائهم.
جدير ذكره أنّه ورد في كتاب كنز الفوائد حديث له مضمون مشابه لمضمون حديث التثليث : «أيّها الناس ، حلالي حلال إلى يوم القيامة ، وحرامي حرام إلى يوم القيامة ، وبينهما شبهات من الشيطان ...»(١) ، وقد ورد في ذيلها عبارة في ذمّ إيذاء المؤمن ، ووصف المؤمنين ومحبّتهم لبعضهم البعض ، وهو يذكّرنا بالأبيات التي قالها الشاعر المعروف سعدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كنز الفوائد ، ج ١ ، ص ٣٥٣.